شاهد فيديو عن عقوبة تارك الصلاة...(فيديو)

اثنين, 05/09/2016 - 19:56

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد، لا شك أن ترك الصلاة هو من المعاصي والذنوب العظيمة، فهو يعتبر من أكبر الكبائر، فالصلاة لها مكانة كبيرة في الإسلام، وقد جاء في الكثير من النصوص الشرعية الحث على أدائها وبيان الأجر الكبير لمن حافظ عليها، كما جاء في نصوص أخرى كثيرة الترهيب من تركها، والوعيد الشديد لمن تركها أو قصر بأدائها وتكاسل عنها. إن عقوبة تارك الصلاة الذي يكون تركه لها تَرْكَ جحودٍ وإنكارٍ هي: الغضب واللعنة من رب العالمين، والخلود في نار جهنم إلى أبد الآبدين إن مات على هذا الكفر، ولم يرجع إلى دينه، وهذا متفق عليه بين العلماء. وذلك لأن الصلاة هي من المعلوم من الدين بالضرورة، وأي مسلم يُنْكِر أمرًا معلومًا من الدين بالضرورة فهو كافر مرتد، فيأخذ أحكام المرتد وما يترتب عليها من لوازم، وعقوبته الخلود في نار جهنم إلى أبد الآبدين ما لم يرجع إلى دينه قبل موته. أما بالنسبة لعقوبة من يترك الصلاة تقصيرًا وتكاسلًا من غير جحودٍ بها، أو إنكارٍ لشرعيتها، فهي تُبْنى على الحُكْم المُتَرَتِّب على هذا الترك، فمن المعروف أن هناك خلاف بين العلماء على حكم هذا الترك، هل يكون صاحبه كافرًا أم لا؟ وعلى كل الأحوال، فإن هذا التارك يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فالقتل هو عقوبته بغض النظر عن كونه كافرًا أم لا، ولكن الخلاف في كون هذا القتل هو قتل ردة وكفر، أم أنه قتل حَد. فمعظم الذين قالوا بأن تارك الصلاة تقصيرًا وكسلًا ليس بكافر، قد حكموا بناءً على هذا القول بأنه يستتاب، وإن لم يَرْجع يُقْتل حدًا لا كفرًا، فيعامل بعد موته معاملة موتى المسلمين، حيث يصلى عليه، ويدفن في مقابر المسلمين...، وهذا فيما يتعلق بعقوبته الدنيوية، أم في الآخرة فهو داخلٌ في مشيئة الله عز وجل، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، وإن أُدْخِل نار جهنم، فإنه لا يَخْلُد فيها، وإنما يُشْفَع له، ويخرج منها بعد مدة لا يعلم بها إلا الله. أما الذين قالوا بأن تارك الصلاة تكاسلًا كافر مرتد، فقد حكموا بناءً على هذا القول، بأن هذا التارك يستتاب، فإن تاب وإلا قتل كفرًا، فيعامل معاملة الكفار بعد قتله، ويعاقب بالخلود في نار جهنم، ولا تنفعه شفاعة الشافعين. وبغض النظر عن حكم تارك الصلاة قبل الاستتابة أهو كافر أم لا؟ فعند الاستتابة إذا امتنع ذلك التارك عن الصلاة وآثر القتل وفضله على الرجوع إليها، فلا شك أن هذا دليل واضح على أنه كافر كفر ردة، وهذا ما اتفق على الكثير من العلماء. والله أعلم

mawdoo3