موريتانيا تسابق الزمن استعدادًا للقمة العربية

جمعة, 04/22/2016 - 07:47

 

الحكومة أعلنت عن تشكيل لجنة عليا لمتابعة الأعمال التحضيرية لاستضافة القمة، كما أبرمت عقوداً مع شركات لتحديث شبكة الطرقات داخل العاصمة وتسريع العمل في المطار الجديد.

بدأت وتيرة الاستعدادات بموريتانيا تتسارع مع اقتراب موعد استضافة القمة العربية، وبعد التأكيد الرسمي من جانب الحكومة الموريتانية ورئاسة الجامعة العربية على قبول تنظيم القمة السابعة والعشرين في نواكشوط، حيث اعتذرت المملكة المغربية عن استضافتها التي كانت مقررة خلال شهر أبريل/نيسان الجاري في مراكش.

وأعلنت الحكومة الموريتانية عن تشكيل لجنة عليا لمتابعة الأعمال التحضيرية لاستضافة القمة، كما أبرمت عقودا مع شركات أشغال كبرى لتحديث شبكة الطرقات داخل العاصمة نواكشوط وتسريع وتيرة العمل في المطار الجديد شمال العاصمة وتجهيز قاعة اجتماعات خاصة بالقمة.

لجنة تحضير عليا

استضافة موريتانيا للقمة العربية كانت مشروطة بتأجيل موعدها إلى يومي 25ـ 26 شهر يوليو/ تموز 2016، وهو الطلب الذي بررته نواكشوط بحاجة لجنة الإشراف على تنظيم القمة إلى فترة زمنية  لا تقل عن أربعة أشهر لإكمال التحضيرات اللوجستية اللازمة.

ويرأس اللجنةَ التي أعلنت الحكومة الموريتانية عن تشكيلها مطلع شهر مارس/آذار الماضي الوزيرُ الأمين العام للرئاسة والوزير الأول الموريتاني الأسبق مولاي ولد محمد الأغظف، وتضم في تشكيلتها أعضاء في الحكومة وقادة في الأجهزة العسكرية والأمنية على رأسهم قائد أركان الجيوش الموريتانية اللواء محمد ولد الغزواني.

وتعكس تشكيلة اللجنة حضور البعد الأمني لدى اهتمامات نواكشوط وهي تستعد لتنظيم القمة العربية، فيما تتحدث مصادر إعلامية عن استنفار أمني كبير لحشد 40 ألف عنصر من مختلف القطاعات العسكرية والأمنية لتأمين المطار والطرق الرئيسية داخل العاصمة والمؤدية إليها والقصر الرئاسي وقاعة القمة والفنادق التي ستؤوي الوفود المشاركة.

وبحسب المعلومات التي نشرتها الوكالة الموريتانية للأنباء (رسمية)، فإن اللجنة تجتمع مرتين أسبوعيا، وقد شكلت لجانا فرعية متخصصة تتبع لها.

أشغال المطار والطرق 

على مستوى البنية التحتية أكد وزير الخارجية الموريتاني إسلكو ولد أحمد إزيد بيه في المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحكومة، أن الأشغال بالمطار الجديد شمال نواكشوط، ستنتهي قبل افتتاح القمة العربية وسيكون جاهزا لاستقبال الضيوف العرب، واصفا الحدث بأنه سيكون مناسبة هامة لإظهار جدوى إنشاء المطار الجديد والحاجة إليه.

كما أعلن الوزير عن جرد أعدته لجنة تحضير القمة للفنادق والإقامات بالعاصمة نواكشوط المؤهلة لاستضافة الوفود المشاركة، واعتبر أن إشكال الإقامة غير مطروح، في حين أجرت إدارات بعض الفنادق تعديلات على مبانيها ودخل مستثمرون أجانب إلى القطاع الفندقي بالتزامن مع التحضير للقمة.

وفي السياق نفسه، تم منح شركة النجاح للأشغال الكبرى بموريتانيا، صفقة تجهيز القاعة التي ستستضيف القمة، بحسب ما تؤكد مصادر إعلامية محلية.

وتشهد نواكشوط منذ أيام عملية تجهيز واسعة لشبكة الطرق الرئيسية في مختلف أنحاء العاصمة، فقد تعاقدت الحكومة الموريتانية مع كل من الشركة الوطنية لصيانة الطرق ENER، وشركة النظافة والأشغال والنقل والصيانة ATTM ، وقد بدأتا بالعمل في بناء وإعادة ترميم مقاطع طرقية وسط العاصمة وفي أنحاء منها.

نواكشوط تراهن على مستوى التمثيل

وتراهن حكومة نواكشوط، وهي تسعى لإنجاح أول قمة عربية تستضيفها موريتانيا، على مستوى تمثيل مرتفع للزعماء العرب في القمة؛ فيما تعزز من طموحها علاقاتها الهامة في المحيط العربي وتجربتها في رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال العام 2014.

وتأتي زيارات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الأخيرة إلى كل من جمهورية القاهرة العربية والمملكة العربية المملكة وكذلك زيارات وزير الخارجية إسلكو ولد أحمد إزيد بيه مؤخرا إلى القاهرة والإمارات العربية المتحدة، في وقت تسعى فيه نواكشوط إلى كسب حضور معتبر من الزعماء العرب في قمة يوليو/ تموز المقبل.

كما تستعد نواكشوط لاستقبال وفود من الجامعة العربية بعد أسابيع قليلة للوقوف على مستوى التقدم في اكتمال التجهيزات اللوجستية للقمة؛ وهي المناسبة التي ستعمل موريتانيا على استغلالها في إثبات إمكاناتها لاستضافة القمة وكسب ثقة الأشقاء العرب.

غير أن مشاغل القادة العرب وحالة الانقسام التي يعيشها العالم العربي، قد تشكل تحديات أمام موريتانيا في تنظيمها للقمة العربية؛ ما قد ينعكس سلبا على تمثيل حضور الزعماء إلى نواكشوط.

وقد بدأت وسائل إعلام رسمية بالعاصمة الموريتانية نواكشوط خلال الأسابيع الأخيرة، في تنظيم سلسلة حلقات نقاش إعلامي وطني قبيل القمة، حملت رسائل تؤكد على ضرورة تجاوز الخلاف السياسي وإبعاد موضوع استضافة القمة عن التجاذب السياسي بين السلطة والمعارضة.

أبو بكر الإمام- إرم نيوز