قالت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة في رسالة وجهتها للأمين العام للأمم المتحدة أثناء زيارته التي أداها لموريتانيا إن موقف الأمم المتحدة من التطورات العربية مؤسف، معتبرة أنها تخاذلت ـ بشكل فاضح، حد التواطئ ـ عن نصرة المضطهدين.
وقالت المبادرة في الرسالة إن قضاع غزة يرزح منذ عشر سنوات تحت وطأة حصار خانق، كما لم تحرك الأمم المتحدة "ساكنا ولم تتخذ خطوات عملية جادة لردع الاحتلال عن جرائمه المتواصلة بل اكتفت ببعض البيانات والمواقف الهزيلة التي تساوي في أغلبها بين الضحية والجلاد، وقل الشيئ نفسه إزاء الانتهاكات التي يقوم بها المستوطنون للمسجد الأقصى المبارك برعاية مباشرة من سلطات الاحتلال التي عجزتم عن إدانتها مرة واحدة خلال تاريخها الحافل بالانتهاكات".
وأكدت الرسالة أن مصداقية الأمم المتحدة تدهورت كثيرا حينما عجزت عن وقف الدم السوري النازف منذ أكثر من 5 سنوات ووقفت متفرجة أمام جرائم نظام بشار الأسد الإرهابي الذي يرتكب كافة أنواع الجرائم ضد شعبه.
وأضاف البيان أن "الحال التي آل إليها وضع مصر الآن منذ الإنقلاب أول تجربة ديمقراطية تعددية فيها وتغييب أول رئيس مدني منتخب في تاريخها خلف القضبان ومعه الآلاف من أبناء الشعب المصري فضلا عن قتل آلاف أخرى في رابعة العدوية والنهضة والحرس الجمهوري وغيرها، تنذر بتحول هذا البلد إلى دولة فاشلة مما يتطلب مراجعة سريعة لسياسات منظمتكم وقطعها لكافة أشكال الدعم والتنسيق مع النظام الانقلابي العسكري حتى تعود البلاد إلى مسار الديمقراطية والتعددية الذي انحرفت عنه يوم 03/يوليو/2013 وتتم محاسبة المتسببين في انتهاكات حقوق الانسان التي وقعت منذ ذلك التاريخ".
وقالت الرسالة إن التدخل الدبلوماسي للأمم المتحدة كان متأخرا ودون المستوى المأمول من أجل وضع حد لانقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة خارجيا على الشرعية في اليمن مما أنتج حالة من الصراع بين دول المنطقة على النفوذ في هذا البلد وأشعل حربا لم تلح نهاية لها في الأفق إلا أن من يدفع فاتورتها ويكتوي بنارها هم المدنيون في المقام الأول حسب الرسالة.
وفي ليبيا ـ تقول الرسالة ـ كان لمبعوث الأمم المتحدة للسلام مواقف غير مشرفة كشفت عنها بعض المراسلات بينه وبعض الدول الأطراف في الأزمة الليبية مما يضع مصداقية منظمتكم على المحك ويحتم المزيد من العمل من أجل استعادة ثقة الأطراف المتنازعة وتسهيل توصل الأطراف الليبية إلى حل سلمي ينهي الأزمة ويسمح ببناء مؤسسات ديمقراطية في ليبيا بعد سنوات الحرب.
وختمت الرسالة القول إن الشعوب العربية فقدت الثقة في الأمم المتحدة "وأصيبت بالصدمة والإحباط من مواقفها المتماهية مع الطغاة والمتناقضة مع ما تدعون إليه من مبادئ وتعلنون عنه من مواثيق لحقوق الإنسان وحق للشعوب في تقرير مصيرها واختيار نمط الحكم المناسب لها وأصبحت مواقفكم مدعاة للتندر والسخرية، مما يستوجب دق ناقوس الخطر من أجل العمل على تصحيح الاختلالات القائمة في المنظمة حتى تستجيب لتطلعات الشعوب وتتلائم مع المبادئ والقيم التي تدعوا إليها فقد علمنا التاريخ أن الشعوب أبقى من حاكميها وأن الطغاة إلى زوال مهما طالت فترة استبدادهم فالحق يعلوا ولا يعلى عليه". وكالة الاخبار